قرآن تبيان- جزء 15 - حزب 29 - سوره اسراء - صفحه 282


شروع جزء 15و حزب 29


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِی بَارَکْنَا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ
1 - (ليحملوا أوزارهم ) أي قالوا ذلك إضلالا للناس وصدا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فحملوا أوزار ضلالهم (كاملة) وبعض أوزار من ضل بضلالهم ، وهو وزر الاضلال ، لان المضل والضال شريكان : هذا يضله ، وهذا يطاوعه علي إضلاله ، فيتحاملان الوزر . ومعني اللام التعليل من غير أن يكون غرضا ، كقولك : خرجت من البلد مخافة الشر (بغير علم ) حال من المفعول أي يضلون من لايعلم أنهم ضلال وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه وإن لم يعلم لانه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتي يميز بين المحق والمبطل .
وَآتَیْنَا مُوسَى الْکِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِی إِسْرَائِیلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِی وَکِیلًا
2 - القواعد : أساطين البناء التي تعمده وقيل : الاساس وهذا تمثيل ، يعني : أنهم سووا منصوبات ليمكروا بها الله ورسوله ، فجعل الله هلاكهم في تلك المنصوبات ، كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالاساطين "فأتي البنيان من الاساطين بأن ضعضعت ، فسقط عليهم السقف وهلكوا . ونحوه : من حفر لاخيه جبا وقع فيه منكبا . وقيل : هو نمروذ بن كنعان حين بني الصرح ببابل طوله خمسة آلاف ذراع . وقيل فرسخان ، فأهب الله الريح فخر عليه وعلي قومه فهلكوا . ومعني إتيان الله : إتيان أمره ( من القواعد) من جهة القواعد (من حيث لايشعرون ) من حيث لايحتسبون ولا يتوقعون . وقري ء : فأتي الله بيتهم فخر عليهم السقف ، بضمتين .
ذُرِّیَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ کَانَ عَبْدًا شَکُورًا
3 - (بخزيهم ) بذلهم بعذاب الخزي (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) يعني هذا لهم في الدنيا ، ثم العذاب في الاخرة (شركائي ) علي الاضافة إلي نفسه حكاية لاضافتهم ، ليوبخهم بها علي طريق الاستهزاء بهم (تشاقون فيهم ) تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم ومعناهم . وقري ء : تشاقون ، بكسر النون ، بمعني : تشاقونني ، لان مشاقة المؤمنين كأنها مشاقة الله (قال الذين أوتوا العلم ) هم الانبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا يدعونهم إلي الايمان ويعظونهم ، فلا يلتفتون إليهم ويتكبرون عليهم ويشاقونهم ، يقولون ذلك شماتة بهم وحكي الله ذلك من قولهم ليكون لطفا لمن سمعه . وقيل : هم الملائكة .
وَقَضَیْنَا إِلَى بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْکِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا کَبِیرًا
4 - قري ء : تتوفاهم ، بالتاء والياء . وقري ء : الذين توفاهم ، بإدغام التاء في التاء (فألقوا السلم ) فسالموا وأخبتوا ، وجاءوا بخلاف ما كانوا عليه في الدنيا من الشقاق والكبر ، وقالوا : (ما كنا نعمل من سوء) وجحدوا ما وجد منهم من الكفر والعدوان ، فرد عليهم أولو العلم (إن الله عليم بما كنتم تعملون ) فهو يجازيكم عليه ، وهذا أيضا من الشماتة وكذلك .
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَیْکُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّیَارِ وَکَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
5 - (إن الله عليم بما كنتم تعملون ) فهو يجازيكم عليه ، وهذا أيضا من الشماتة وكذلك (فادخلوا أبواب جهنم ) .
ثُمَّ رَدَدْنَا لَکُمُ الْکَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَأَمْدَدْنَاکُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِینَ وَجَعَلْنَاکُمْ أَکْثَرَ نَفِیرًا
6 - (خيرا) أنزل خيرا . فإن قلت : لم نصب هذا ورفع الاول ؟ قلت : فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد ، يعني أن هؤلاء لما سئلوا لم يتلعثموا ، وأطبقوا الجواب علي السؤال بينا مكشوفا مفعولا للانزال ، فقالوا خيرا : أي أنزل خيرا ، وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا : هو أساطير الاولين ، وليس من الانزال في شي ء . وروي أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا جاء الوافد كفه المقتسمون وأمروه بالانصراف وقالوا : إن لم تلقه كان خيرا لك ، فيقول : أنا شر وافد إن رجعت إلي قومي دون أن أستطلع أمر محمد وأراه ، فيلقي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه ، وأنه نبي مبعوث ، فهم الذين قالوا خيرا . وقوله (للذين أحسنوا) وما بعده بدل من خيرا ، حكاية لقوله الذين اتقوا ، أي : قالوا هذا القول ، فقدم عليه تسميته خيرا ثم حكاه . ويجوز أن يكون كلاما مبتدأ عدة للقائلين . ويجعل قولهم من جملة إحسانهم ويحمدوا عليه (حسنة) مكافأة في الدنيا بإحسانهم ، ولهم في الاخرة ماهو خير منها ، كقوله (فَتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة) . (ولنعم دار المتقين ) دار الاخرة ، فحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره .
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِکُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِیَسُوءُوا وُجُوهَکُمْ وَلِیَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ کَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِیُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِیرًا
7 - و(جنات عدن ) خبر مبتدإ محذوف . ويجوز أن يكون المخصوص بالمدح .

صفحه : 282
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 282
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 


1 - (ليحملوا أوزارهم ) أي قالوا ذلك إضلالا للناس وصدا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فحملوا أوزار ضلالهم (كاملة) وبعض أوزار من ضل بضلالهم ، وهو وزر الاضلال ، لان المضل والضال شريكان : هذا يضله ، وهذا يطاوعه علي إضلاله ، فيتحاملان الوزر . ومعني اللام التعليل من غير أن يكون غرضا ، كقولك : خرجت من البلد مخافة الشر (بغير علم ) حال من المفعول أي يضلون من لايعلم أنهم ضلال وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه وإن لم يعلم لانه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتي يميز بين المحق والمبطل .

2 - القواعد : أساطين البناء التي تعمده وقيل : الاساس وهذا تمثيل ، يعني : أنهم سووا منصوبات ليمكروا بها الله ورسوله ، فجعل الله هلاكهم في تلك المنصوبات ، كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالاساطين "فأتي البنيان من الاساطين بأن ضعضعت ، فسقط عليهم السقف وهلكوا . ونحوه : من حفر لاخيه جبا وقع فيه منكبا . وقيل : هو نمروذ بن كنعان حين بني الصرح ببابل طوله خمسة آلاف ذراع . وقيل فرسخان ، فأهب الله الريح فخر عليه وعلي قومه فهلكوا . ومعني إتيان الله : إتيان أمره ( من القواعد) من جهة القواعد (من حيث لايشعرون ) من حيث لايحتسبون ولا يتوقعون . وقري ء : فأتي الله بيتهم فخر عليهم السقف ، بضمتين .

3 - (بخزيهم ) بذلهم بعذاب الخزي (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) يعني هذا لهم في الدنيا ، ثم العذاب في الاخرة (شركائي ) علي الاضافة إلي نفسه حكاية لاضافتهم ، ليوبخهم بها علي طريق الاستهزاء بهم (تشاقون فيهم ) تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم ومعناهم . وقري ء : تشاقون ، بكسر النون ، بمعني : تشاقونني ، لان مشاقة المؤمنين كأنها مشاقة الله (قال الذين أوتوا العلم ) هم الانبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا يدعونهم إلي الايمان ويعظونهم ، فلا يلتفتون إليهم ويتكبرون عليهم ويشاقونهم ، يقولون ذلك شماتة بهم وحكي الله ذلك من قولهم ليكون لطفا لمن سمعه . وقيل : هم الملائكة .

4 - قري ء : تتوفاهم ، بالتاء والياء . وقري ء : الذين توفاهم ، بإدغام التاء في التاء (فألقوا السلم ) فسالموا وأخبتوا ، وجاءوا بخلاف ما كانوا عليه في الدنيا من الشقاق والكبر ، وقالوا : (ما كنا نعمل من سوء) وجحدوا ما وجد منهم من الكفر والعدوان ، فرد عليهم أولو العلم (إن الله عليم بما كنتم تعملون ) فهو يجازيكم عليه ، وهذا أيضا من الشماتة وكذلك .

5 - (إن الله عليم بما كنتم تعملون ) فهو يجازيكم عليه ، وهذا أيضا من الشماتة وكذلك (فادخلوا أبواب جهنم ) .

6 - (خيرا) أنزل خيرا . فإن قلت : لم نصب هذا ورفع الاول ؟ قلت : فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد ، يعني أن هؤلاء لما سئلوا لم يتلعثموا ، وأطبقوا الجواب علي السؤال بينا مكشوفا مفعولا للانزال ، فقالوا خيرا : أي أنزل خيرا ، وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا : هو أساطير الاولين ، وليس من الانزال في شي ء . وروي أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا جاء الوافد كفه المقتسمون وأمروه بالانصراف وقالوا : إن لم تلقه كان خيرا لك ، فيقول : أنا شر وافد إن رجعت إلي قومي دون أن أستطلع أمر محمد وأراه ، فيلقي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه ، وأنه نبي مبعوث ، فهم الذين قالوا خيرا . وقوله (للذين أحسنوا) وما بعده بدل من خيرا ، حكاية لقوله الذين اتقوا ، أي : قالوا هذا القول ، فقدم عليه تسميته خيرا ثم حكاه . ويجوز أن يكون كلاما مبتدأ عدة للقائلين . ويجعل قولهم من جملة إحسانهم ويحمدوا عليه (حسنة) مكافأة في الدنيا بإحسانهم ، ولهم في الاخرة ماهو خير منها ، كقوله (فَتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة) . (ولنعم دار المتقين ) دار الاخرة ، فحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره .

7 - و(جنات عدن ) خبر مبتدإ محذوف . ويجوز أن يكون المخصوص بالمدح .

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 15 - حزب 29 - سوره اسراء - صفحه 282
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 180,579,798